RSS
email
View Comments

قصة الضابط البريطاني والعامل الهندي (عقدة الـ 99)


يُحكى أن ضابطاً بريطانياً (في فترة الاستعمار) كان يمرُّ كل يوم على عامل هندي بسيط يعمل في تنظيف الحديقة أو كنس الشارع.

كان هذا الهندي، رغم فقره الشديد وثيابه الرثة، دائم الابتسام، يغني وهو يعمل، ويبدو عليه الرضا والسعادة التي يفتقدها الضابط رغم جاهه وسلطته وأمواله.



تعجب الضابط وسأل مستشاره (أو صديقه) الهندي الحكيم:

"انظر لهذا الرجل، لا يملك شيئاً وهو أسعد مني! كيف يعيش بهذا الرضا بينما أنا محمّل بالهموم؟"

أجاب المستشار بابتسامة خبيثة:

"سيدي، هذا الرجل لم يدخل بعد في (نادي الـ 99)."

تعجب الضابط وسأل: "وما هو نادي الـ 99؟"

قال المستشار: "سأريك عملياً. ضع كيساً فيه 99 ديناراً ذهبياً (وليس 100) عند باب بيته، واكتب عليه (هذه 100 دينار هدية لك)، وراقب ماذا سيحدث."

فعل الضابط ما قاله المستشار.

عندما وجد الهندي الكيس، طار من الفرح! أخذ يعد الدنانير..

واحد.. عشرة.. خمسون.. تسعة وتسعون..

توقف.. أعاد العد.. 99!

تساءل: "أين الدينار المفقود؟ الكيس مكتوب عليه 100! لا بد أنه سقط هنا أو هناك!"



بدأ يفتش حول البيت، ثم في الشارع، ثم عاد يقلب أثاث بيته المتواضع.. لم يجد الدينار.

قرر في تلك اللحظة قراراً حاسماً:

"سأعمل ليل نهار، وسأحرم نفسي وعائلتي من الراحة قليلاً حتى أجمع الدينار الناقص وأكمل المئة، وبعدها سأرتاح."

في الصباح التالي، مر الضابط البريطاني كعادته..

لكنه لم يسمع غناء الهندي!

وجده عابساً، متوتراً، يضرب الأرض بمكنسته بغضب، ووجهه مليء بالهم والتفكير (في الدينار الناقص).

قال المستشار للضابط:

"الآن يا سيدي، لقد دخل رسمياً في نادي الـ99

نادي الـ 99 هو حال معظم البشر:

الله وهبنا 99 نعمة (الصحة، الأمان، العائلة، البصر، المأوى...)، لكننا ننسى الاستمتاع بكل هذه الـ 99، ونقضي حياتنا كلها في كدر وقلق وسعي منهك للبحث عن "النعمة الواحدة المفقودة" (المال الزائد، المنصب، الكمال..). 

ما رأيك، هل تشعر أن نمط الحياة الحديث مصمم خصيصاً لإدخالنا جميعاً في "نادي الـ 99" قسراً؟

Read more
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog