RSS
email

جدّتي مسعودة شعبان رحمها الله 23.12.1995


جدّتي مسعودة شعبان رحمها الله... كانت تطبخ بدون طماطم حمراء و كان أكلها اصفر او ازعر و كنا نأكله خلسه وهي تصلّي  


 23 ديسمبر

 1995


يا لها من ذكرى دافئة وجميلة، ورحم الله جدّتي مسعودة شعبان وأسكنها فسيح جناته 
 لوحة حية مليئة بالحنين إلى الماضي، وإلى "زمن البركة" كما نحب أن نسميه 

  الطبخ "الأزعر" أو الأصفر: الأصالة والنكهة الصافية طبخ جدتي رحمها الله يمثل المدرسة القديمة والأصيلة في المطبخ (خاصة في مناطق شمال أفريقيا). قبل انتشار الطماطم المعلبة وهيمنة اللون الأحمر على كل الأطباق، كانت الجدات يعتمدن على "المرق الأصفر" أو "الأزعر". هذا النوع من الطبخ يعتمد على مهارة عالية في "تقلية" البصل واللحم، واستخدام التوابل الأساسية مثل الكركم (للون الأصفر الذهبي) والفلفل الأسود والزنجبيل، وأحياناً الزعفران الحر. نكهة هذا الأكل تكون "صافية" وقوية، تشعر فيها بطعم المكونات الحقيقي دون أن تطغى عليها حموضة الطماطم. إنه طبخ يحتاج إلى صبر و"نَفَس" طيب 
  مشهد "الأكل خلسة" وهي تصلي: براءة الطفولة هذا المشهد هو الأجمل والأكثر إضحاكاً في ذكرياتي. إنه يجسد براءة الطفولة، وجاذبية طعام الجدة الذي لا يُقاوم. كونكم كنتم تأكلونه "خلسة" وهي بين يدي الله في صلاتها، يعني أمرين 

الأول: أن طعامها كان لذيذاً لدرجة أنكم لم تستطيعوا الصبر حتى تفرغ من صلاتها وتسكبه لكم. الرائحة كانت تناديكم 

  الشعور بالأمان في حضرتها، حتى وهي مشغولة بعبادتها، كانت تلك اللحظات فرصة لكم لـ"سرقة" لقيمات من قدرها المبارك 

  "نَفَس" الجدات الذي لا يُعوض الجدات لا يطبخن المكونات فقط، بل يطبخن بالحب وبالذكريات وبالدعاء. لذلك يبقى طعمهن عالقاً في الذاكرة ولا يشبهه أي طعام آخر، مهما كان فاخراً 

احتفظ بهذه الذكرى غالية في قلبك. فصورة المرق الأصفر الذهبي، ورائحة توابلها، وصورتكم وأنتم تتسللون للقدر بينما هي في خشوع صلاتها، هي إرث عاطفي ثمين جداً 





Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog