RSS
email

حماية صورته من كل تشويه او اساءة.

بقلم: علي بن نصيب

لا احد رضع حليب الوطنية من ثدي أمه. فالوطنية ثقافة يتعلمها الانسان وسلوك يحاسب عليه٬ لان الالتزام الوطني عند الامي و المتعلم٬ عند الغني و الفقير٬ عند المقيم و المهاجر٬ حق وواجب لا يعفى منه الا المعتوه و المجنون و السفيه والحاقد و الحاسد و المغرض و المناوئ٬ ومن في قلبه مرض٬ أي فاقد الاهلية.

واجب يلزم العاقل المسؤول على الدفاع عن وطنه و الحفاظ على أمنه و سلامته و حماية صورته من كل تشويه او اساءة. من هذا المنطلق لا يحق لاحد ان يكون وصيا على هذا المفهوم. و التجارب تعلمنا ان اكثر الناس مزايدة به و تخوينا للآخرين به هم أبعد الناس عن الوطنية .

و من المنطلق ذاته لا يحق لاحد ان يتصرف تجاه الوطنية دون حسيب او رقيب و ان يبرر لنفسه الاستقواء بالاجنبي ٬ أو الارتماء في أحضان السفارات او تشويه صورة بلاده في فضائيات الحقد و التطرف و الانتهازية٬ او تلقي تمويلات خارجية "بريئة"...

لا يحق لاحد ان يبحث عن مكانة فوق القانون و مواطنة بدرجة استثنائية ٬ تبرر له هتك الاعراض و نشر الدعايات المغرضة و ثلب الهيئات و الدعوة الى الفتن و الكراهية و البغضاء٬ لانه "حماية" أي مواطن مسنود من الخارج‼

فهذا سلوك منحرف و جريمة كبرى ليس لها من مبرر. جريمة لا تجد في المجتمعات المتحضرة٬ و الاقل تحضرا أي تعاطف او تسامح لانها خطر يهدد بنسف اساس العمران وهو الامن لتحل محله الفوضى.

فلمواجهتها اباح" ديغول "بعد التحرير قتل الخونة و العملاء و شطبت فرنسا من تاريخها بطل فردان الماريشال" بيتان" لانه شارك في حكومة التعاون مع العدو و هو حال كل من يخشى على امنه و استقراره في اعرق الديمقراطيات.

فالعمالة لا يمكن ان تكون وجها من وجوه الوطنية. و العميل لا يمكن ان يكون شريكا في الانتماء لوطن٬ فتح لكل التونسيين باب المصالحة و المشاركة و الاندماج و المساواة امام القانون و الانتفاع بثمار الامن و الاستقرار الذين اهلا بلادنا لتواصل مسيرتها الاصلاحية الثابتة ٬ و تاهيلها الشامل.

بل هوخائن خوان يستحق ابشع النعوت لوصف جريمة تدينها كل الشرائع بما فيها الطبيعية. فالخروج عن المجموعة شيء كريه ٬ لا سيما ان كان الخارج٬ المنسلخ من جلدته ممن اكل "غلة "وطنه و تمرغ في نعيمه ٬عقودا عديدة٬ و سلوك هجين حتى في عالم الحيوان يستحق صاحبه النبذ و المقاطعة و المعاقبة الصارمة.

فهي جريمة خطيرة ٬ لا يمكن اعتبارها باي وجه من الوجوه حرية تعبير, بل تعبير عن غياب الوازع الاخلاقي الذاتي لدى هذه الشرذمة القليلة ٬ التي تضع مصالحها الشخصية الضيقة فوق كل اعتبار, متجاهلة ما جره شعار حق التدخل على شعوب عديدة من كوارث و مخاطر تكفينا العودة الى اجواء انتصاب الحماية لندرك الفاتورة الباهضة التي يسببها هذا السلوك الارعن الذي يحتم المعالجة الرادعة في اطار سلطة القانون.

فلا احد أقوى من القانون و لا احد بإمكانه الحصول على مواطنة ارفع من المواطنة التي يحصل عليها الإنسان بامتثاله للقوانين و احترامه للمؤسسات. اما من يتصور ان الأجنبي "حماية " له و ان الهذيان في المنابر الانتهازية اداة ضغط تساعده على تحقيق اهدافه الوضيعة او امتلاك ريشة طاووسية٬ فضروري ان يعلم ان ذلك سفاهة في الرأي و حسابات خاطئة و خيانة عظمى لهذا الشعب الطيب٬ حكم على أصحابها بالتفليس.



Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog