" الجاني " الذي يعيش حرا طليقا في بلد "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسانـ ـ

Une tunisienne se bat contre Leclerc (France)

ضحى تردد بلغة عربية سليمة وفي لهجتها لكنة فرنسية جميلة : ـ عش عزيزا أو مت وأنت كريم ـ ـ ـ

تقول لي إنها حفظت هذه الكلمات وشربت من نبع معانيها سقاها لها والدها المرحوم محمد العالم بن صالح الدلالي ـ ـ ـ

شقيقي المرحوم من مواليد بنزرت سنة 1953 ـ سافر الى باريس سنة 1995 واستقر بها مع زوجته وأولاده الخمسة ، عندها كانت ضحى في سن السابعة ـ ـ ـ

إنها البارحة ، ، ، كم يمضي بنا الوقت سريعا ، ، ، اليوم ضحى تزاول تعليمها العالي بجامعة السوربون بباريس بتفوق وامتياز ملحوظ ـ ـ ـ

وتقف ضحى مرفوعة الرأس شامخة ، تواجه بشراسة أحيانا و بديبلوماسية احيانا أخرى واقعا مريرا وحالا صعبا مع أفراد عائلتها بعد فقدان الوالد العزيز الذي كان كالشجرة الوارفة الأغصان يظلل الجميع ـ ـ ـ

المرحوم محمد العالم الدلالي درس الأنقليزية بكلية الآداب بتونس ولم يغادر أرض الوطن سوى مرتين ، فالأولى لما أرسلته الدولة التونسية الى بريطانيا حيث قضى السنة الدراسية 1974 ـ 1975 والثانية الى باريس في سبتمبر 1995 ـ ـ ـ

المرحوم محمد العالم كان مثابرا وتواقا لما هو أحسن وكان يردد دوما و يقول رأس مالي الحقيقي هم أولادي وبلادي ـ ـ ـ

كان يسعى طول حياته ، القصيرة والثرية بالنشاط والحيوية الى تحقيق المحافظة على رأس المال المذكور بالثبات على المبدأ المشار إليه : مستقبل الأولاد ومصلحة البلاد ـ ـ ـ

عاد المرحوم الى الوطن مسجى في موفى شهر جوان 2009 ووري التراب فوق رفاة والدنا المرحوم الشيخ صالح بن محمد العالم الدلالي أحد أأمة بنزرت وعدولها وسليل العلامة الشيخ المختار الدلالي رحمه الله ، المدرس القدير ومدير الفرع الزيتوني وإمام الجامع الكبير ببنزرت ـ ـ ـ

غادرنا وهو في أوج العطاء وانتقل الى جوار ربه نتيجة " حادث " مشبوه والجاني ما زال الى اليوم مجهووووووووووووولا ـ//// ـ؟؟؟؟ " كل من وصفه لنا قال : إنه حادث غــــامضضضضضضضضض /// ـ؟؟؟ حيث خرج من محله التجاري اثر مكالمة هاتفية وإذا بنعي وفاته يزف الى زوجته وفاء وأبنائه صالح وزياد ونادية وضحى ووسيم ، وجدوه غير بعيد عن المطعم مخضب بالدماء ، نقل سريعا الى... المستشفى ، عاش وعاشت معه كل العائلة 15 يوما بين الأمل واليأس الى أن فارق الحياة في 27 ـ 06 ـ 2009 وترك في نفوسنا حرقة على الفرقة وأخرى لشعورنا بالضيم لعدم معرفة " الجاني " الذي يعيش حرا طليقا في بلد "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان" ـ ـ ـ

Jalel Dallali