RSS
email

الم يبح ديغول قتل الخونه ؟

لا احد رضع حليب الوطنية من ثدي أمه. فالوطنية ثقافة يتعلمها الإنسان وسلوك يحاسب عليه٬ لان الالتزام الوطني عند الأمي و المتعلم٬ عند الغني و الفقير٬ عند المقيم و المهاجر٬ حق وواجب لا يعفى منه الا المعتوه و المجنون و السفيه والحاقد و الحاسد و المغرض و المناوئ٬ ومن في قلبه مرض٬ أي فاقد الاهلية.

لا يحق لأحد ان يتصرف تجاه الوطنية دون حسيب او رقيب و ان يبرر لنفسه الاستقواء بالأجنبي ٬ أو الارتماء في أحضان السفارات او تشويه صورة بلاده في فضائيات الحقد و التطرف و الانتهازية٬ او تلقي تمويلات خارجية "بريئة"...

لا يحق لاحد ان يبحث عن مكانة فوق القانون و مواطنة بدرجة استثنائية ٬ تبرر له هتك الاعراض و نشر الدعايات المغرضة و ثلب الهيئات و الدعوة الى الفتن و الكراهية و البغضاء٬ لانه "حماية" أي مواطن مسنود من الخارج‼

فهذا سلوك منحرف و جريمة كبرى ليس لها من مبرر. جريمة لا تجد في المجتمعات المتحضرة٬ و الاقل تحضرا أي تعاطف او تسامح لانها خطر يهدد بنسف اساس العمران وهو الامن لتحل محله الفوضى.

فلمواجهتها اباح " ديغول "بعد التحرير قتل الخونة و العملاء و شطبت فرنسا من تاريخها بطل فردان الماريشال" بيتان" لانه شارك في حكومة التعاون مع العدو و هو حال كل من يخشى على آمنه و استقراره في اعرق الديمقراطيات.

فالعمالة لا يمكن ان تكون وجها من وجوه الوطنية. و العميل لا يمكن ان يكون شريكا في الانتماء لوطن٬ فتح لكل التونسيين باب المصالحة و المشاركة و الاندماج و المساواة امام القانون و الانتفاع بثمار الأمن و الاستقرار الذين اهلا بلادنا لتواصل مسيرتها الإصلاحية الثابتة ٬ و تأهيلها الشامل.

بل هو خائن خوان يستحق أبشع النعوت لوصف جريمة تدينها كل الشرائع بما فيها الطبيعية. فالخروج عن المجموعة شيء كريه ٬ لا سيما ان كان الخارج٬ المنسلخ من جلدته ممن اكل "غلة "وطنه و تمرغ في نعيمه ٬عقودا عديدة٬ و سلوك هجين حتى في عالم الحيوان يستحق صاحبه النبذ و المقاطعة و المعاقبة الصارمة.

فهي جريمة خطيرة ٬ لا يمكن اعتبارها بأي وجه من الوجوه حرية تعبير, بل تعبير عن غياب الوازع الأخلاقي الذاتي لدى هذه الشرذمة القليلة ٬ التي تضع مصالحها الشخصية الضيقة فوق كل اعتبار, متجاهلة ما جره شعار حق التدخل على شعوب عديدة من كوارث و مخاطر تكفينا العودة إلى أجواء انتصاب الحماية لندرك الفاتورة الباهظة التي يسببها هذا السلوك الأرعن الذي يحتم المعالجة الرادعة في أطار سلطة القانون.

علي بن نصيب




Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog