RSS
email

الشيخ الزعبلاوى و الراقصة محاسن الصدف

قناة لهلوبة الفضائية أصبحت المصدر الرئيسي للمعرفة العربية فى القرن الواحد والعشرين، ومصدر رئيسى من مصادر الغيبوبة والتى تعيشها تلك الأمة،

"العظيمة" أمة متلقية أى أنها تتلقى المعرفة من الغرب وتتلقى وسائل الحضارة من الغرب وتتلقى كل شئ من الإبرة إلى الصاروخ وهى متلقية على ظهرها فاغرة فاها وممسكة بخرطوم الأرجيلة،

وأهم مصادر هذا التلقى هو التليفزيون وهو الجهاز الذى أصبح فى متناول العامة قبل الخاصة، وأصبحت مشاركتنا الوحيدة فى أخبار التليفزيون على المستوى المحلى و العالمى عن طريق أعمالنا "البطولية" من تفجير وقتل و إنتحار،

و أصبحنا كالجربان يهرب منه الجميع فى المطارات العالمية والأماكن العامة، و اصبح شبابنا وشيوخنا يعامل معاملة المتسول على أبواب سفارات العالم،

وأصبح المجتمع ممزق ما بين فقهاء يعلمونه كل شئ إبتداء من دخول الحمام ونهاية بكيفية ممارسة الجنس مع الزوجة ومرورا بشرب بول البعير، وبين فتيات "زى لهطة القشطة" يتمايلن على أنغام موسيقى لا هى شرقية ولا غربية مع تركيز كاميرات الفيديو كليب على كل الهضاب والمرتفعات فى الأجساد المرتعشة،

و أصبحنا ممزقين بين يمنع "البوس" وبين من يحلل إرضاع الكبير، وعلى رأى مؤلف إنترنيتى مجهول عندما قال:"ما تشوفوا لنا حل: نبوس وما نرضعش ، ولا نرضع وما نبوسش"، وأصبح الشاب أو الشابة تشاهد الشيخ الزعبلاوى على أحدى القنوات ثم بضغضة زر يشاهد المطربة و الراقصة "محاسن الصدف" وهى تمارس عزفا منفردا من جنس الشفايف والتأوهات والنهود والبطون والمؤخرات.

وفى الحقيقة فإن معظم قنوات الفقهاء تبيع الوهم، سواء وهم الخوف من العذاب أو وهم الأساطير التاريخية من جهة، ومن جهة أخرى تبيع قنوات الفيديو كليب وهم الشبق الجنسى وتساعد على المزيد من الكبت الجنسى، يرى الشاب معظم مغريات الجنس بأحجام كبيرة على الشاشة الصغيرة، ثم ينزل إلى الشارع فيجد فتيات يخفين أى رمز للأنوثة ثم يذهب بعد هذا ليمارس العادة السرية قبل النوم ثم يستيقظ ويستحم قبل صلاة الفجر وهو يتمزق بين غريزته والكبت الجنسي والشعور بالذنب.

... ويذهب نفس الشاب ويشاهد الشيخ السماوى وهو يهاجم بلاد الغرب ويعتبرها دار حرب وكفر، ويقلب بين القنوات ليرى الفنانة "علياء ذهنى" فى فيديو كليب تم تصويره فى إحدى بلاد الكفار ثم يكلم صديقه لكى يصف له مفاتن "علياء ذهنى" فى تليفون ماركة (نوكيا) الفنلندى وبعد طعام العشاء يدخل نفس الشاب على الإختراع الجهنمى "الكافر" والمسمى بالإنترنت ويحاول التعرف من خلال موقع الفيس بوك الأمريكى الكافر على صديقة أو صديق، ويتمزق صاحبنا بين استخدام أدوات الحضارة الغربية الكافرة وبين أن يصدق أنها دار كفر يتوجب الجهاد ضدها، ويتطرف بعضهم ويرى أن يبعد تماما عن مظاهر تلك الحضارة حتى يصل به الحد إلى الاختباء فى الكهوف أو يفجر نفسه فى دار عبادة لطائفة تختلف عن طائفته، وأصبحنا نؤمن بأن العالم كله يتآمر ضدنا وضد "حضارتنا العظيمة"، وهذا فيه إحساس معقد ومزدوج ما بين شعورشديد بالدونية الغير مبررة وفى نفس الوقت شعور بالعظمة الكاذبة.

سامي البحيريElaph..


Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog