بقلم فيصل البعطوط
بدا الرئيس بن علي شديد الحزم وهو يتوجه لأعضاده ويقول انه «ينبغي الإقلاع نهائيا عن التردد في اتخاذ القرار (...) بحجة انتظار التعليمات أو ترقب صدور الأوامر من فوق».. وهذه هي المرة الثانية ـ على ما أذكر ـ التي يتعرض فيها رئيس الدولة الى هذا الأمر، بما يبرهن انه له به علم، وله فيه رؤية.
والواقع أن ثقافة الخوف من تحمل المسؤولية، قد وجدت لها طريقا نحو بعض المسؤولين مع تفاوت درجاتهم الوظيفية ودرجات الخوف لديهم.. بل أصبح الأمر في بعض الأحيان موضع تندر وكاريكاتور تصنعه إبهام الراوي هو يسدل عينيه إلى أسفل، ويرفع إبهامه نحو الأعلى..للقول أن لا حول له ولا قوة في الأمر.. وأن ذات الأمر ينزل «من فوق»!
وبعد الذي جرى يوم أمس على لسان أعلى هرم الحكم في تونس.. وبصيغة التشديد تلك، لم يعد أمام هؤلاء من عذر لعدم السعي للاجتهاد والاستنباط.. والتردد في اتخاذ القرار مع تحمل مسؤوليته.. ومع تمام الوعي بطبيعة هذه المسؤولية المنحدرة أساسا من أن السيد الوزير مكلف بصفته تلك، وليس فقط مشرفا بها..
ومن بين الفقرات البليغة التي جاءت على لسان رئيس الدولة يوم أمس، تلك التي أوصى فيها بــ«إيلاء العناية اللازمة بمكاتب العلاقات مع المواطن».. كما الدعوة «إلى إيلاء بالغ العناية والمتابعة للملاحظات والتقارير الصادرة عن الموفق الإداري ودائرة المحاسبات والمحكمة الإدارية وفريق المواطن الرقيب».. وهي ملاحظات في عمق المشغل الشعبي.. مثلها مثل دعوة الوزراء إلى «الاطلاع على النقائص والمآخذ المسجلة (..) سواء من قبل الصحافة أو من قبل المواطنين».. بما يرقى إلى القول بدون تزيد أن مشاغل الشعب تدق مع كل نبضة ينبضها قلب رئيسه.. بنفس نبض الحب الذي يدق في قلب الشعب لرئيسه..
فالمنصت لكلام الرئيس، والمدقق في معانيه وفي مراميه، تسكنه الثقة التامة بأن بن علي هو صوت من يُعتقَد أن لا صوت له، أمام قلة من أشخاص لا يقدرون طبيعة وظائفهم ورتبهم، ويخالون أنّ هذه الوظائف تضعهم فوق رقاب المواطنين بدل ان يكونوا في خدمة هؤلاء.. وهو بالضبط ما ينطبق على مكاتب الإعلام في بعض الوزارات.. ممن يعتقدون خطأ، ان مهمتهم الأساسية هي حجب المعلومة عن الصحافة.. دون نسيان مهمة تلميع صورة الوزير او المسؤول في وسائل الاعلام.. وكأن تلك هي الطريق الصحيحة لنيل شهادات الشكر والثناء!
والواقع الذي يعلمه الجميع، أن مكاتب الإعلام في أغلبها يديرها إعلاميون قديرون، تحولوا بقدرة قادر الى أدوات بروباغندا بائسة... فأساؤوا إلى أنفسهم.. والى رؤسائهم... والى الصحافة ودورها في المجتمع...
فطالت إساءتهم صورة بلادنا...
وجاز تذكير الرئيس لهم بأننا في «بلد ديمقراطي تعددي، الإعلام فيه حرّ، والمواطن فيه مسؤول... لذلك يجب أن نحترم الرأي المخالف، ونقبل النقد البناء (...) ونوفر للصحفيين وللمواطنين الخبر الصحيح والمعلومة المطلوبة بكل صراحة وواقعية»، كما جاء بالحرف في كلمة رئيس الدولة..
وفي المحصلة،،، لقد جاء تدخل الرئيس زين العابدين بن علي في أوانه، والحكومة الجديدة تبدأ مع سائر مكونات الشعب التونسي فصلا جديدا من الاتجاز تحت شعار يرتقي الى مرتبة القداسة «معا لرفع التحديات».. وأنه لمن المثلج لصدر كل تونسي أن يرى في رئيسه دوما، القائد القادر على إدارة رحلته نحو الغد الباسم.. والمبادر الى تعديل عقارب الساعة التونسية عندما تركن الى الدعة وتستسلم الى رتابة طاحونة الشيء المعتاد
الصباح 23 جانفي2010
بدا الرئيس بن علي شديد الحزم وهو يتوجه لأعضاده ويقول انه «ينبغي الإقلاع نهائيا عن التردد في اتخاذ القرار (...) بحجة انتظار التعليمات أو ترقب صدور الأوامر من فوق».. وهذه هي المرة الثانية ـ على ما أذكر ـ التي يتعرض فيها رئيس الدولة الى هذا الأمر، بما يبرهن انه له به علم، وله فيه رؤية.
والواقع أن ثقافة الخوف من تحمل المسؤولية، قد وجدت لها طريقا نحو بعض المسؤولين مع تفاوت درجاتهم الوظيفية ودرجات الخوف لديهم.. بل أصبح الأمر في بعض الأحيان موضع تندر وكاريكاتور تصنعه إبهام الراوي هو يسدل عينيه إلى أسفل، ويرفع إبهامه نحو الأعلى..للقول أن لا حول له ولا قوة في الأمر.. وأن ذات الأمر ينزل «من فوق»!
وبعد الذي جرى يوم أمس على لسان أعلى هرم الحكم في تونس.. وبصيغة التشديد تلك، لم يعد أمام هؤلاء من عذر لعدم السعي للاجتهاد والاستنباط.. والتردد في اتخاذ القرار مع تحمل مسؤوليته.. ومع تمام الوعي بطبيعة هذه المسؤولية المنحدرة أساسا من أن السيد الوزير مكلف بصفته تلك، وليس فقط مشرفا بها..
ومن بين الفقرات البليغة التي جاءت على لسان رئيس الدولة يوم أمس، تلك التي أوصى فيها بــ«إيلاء العناية اللازمة بمكاتب العلاقات مع المواطن».. كما الدعوة «إلى إيلاء بالغ العناية والمتابعة للملاحظات والتقارير الصادرة عن الموفق الإداري ودائرة المحاسبات والمحكمة الإدارية وفريق المواطن الرقيب».. وهي ملاحظات في عمق المشغل الشعبي.. مثلها مثل دعوة الوزراء إلى «الاطلاع على النقائص والمآخذ المسجلة (..) سواء من قبل الصحافة أو من قبل المواطنين».. بما يرقى إلى القول بدون تزيد أن مشاغل الشعب تدق مع كل نبضة ينبضها قلب رئيسه.. بنفس نبض الحب الذي يدق في قلب الشعب لرئيسه..
فالمنصت لكلام الرئيس، والمدقق في معانيه وفي مراميه، تسكنه الثقة التامة بأن بن علي هو صوت من يُعتقَد أن لا صوت له، أمام قلة من أشخاص لا يقدرون طبيعة وظائفهم ورتبهم، ويخالون أنّ هذه الوظائف تضعهم فوق رقاب المواطنين بدل ان يكونوا في خدمة هؤلاء.. وهو بالضبط ما ينطبق على مكاتب الإعلام في بعض الوزارات.. ممن يعتقدون خطأ، ان مهمتهم الأساسية هي حجب المعلومة عن الصحافة.. دون نسيان مهمة تلميع صورة الوزير او المسؤول في وسائل الاعلام.. وكأن تلك هي الطريق الصحيحة لنيل شهادات الشكر والثناء!
والواقع الذي يعلمه الجميع، أن مكاتب الإعلام في أغلبها يديرها إعلاميون قديرون، تحولوا بقدرة قادر الى أدوات بروباغندا بائسة... فأساؤوا إلى أنفسهم.. والى رؤسائهم... والى الصحافة ودورها في المجتمع...
فطالت إساءتهم صورة بلادنا...
وجاز تذكير الرئيس لهم بأننا في «بلد ديمقراطي تعددي، الإعلام فيه حرّ، والمواطن فيه مسؤول... لذلك يجب أن نحترم الرأي المخالف، ونقبل النقد البناء (...) ونوفر للصحفيين وللمواطنين الخبر الصحيح والمعلومة المطلوبة بكل صراحة وواقعية»، كما جاء بالحرف في كلمة رئيس الدولة..
وفي المحصلة،،، لقد جاء تدخل الرئيس زين العابدين بن علي في أوانه، والحكومة الجديدة تبدأ مع سائر مكونات الشعب التونسي فصلا جديدا من الاتجاز تحت شعار يرتقي الى مرتبة القداسة «معا لرفع التحديات».. وأنه لمن المثلج لصدر كل تونسي أن يرى في رئيسه دوما، القائد القادر على إدارة رحلته نحو الغد الباسم.. والمبادر الى تعديل عقارب الساعة التونسية عندما تركن الى الدعة وتستسلم الى رتابة طاحونة الشيء المعتاد
الصباح 23 جانفي2010