لقد ذهب الفكر السياسي بالديمقراطية في مذاهب شتّى، فكان تحققها في توقعات
«كارل ماركس» مرتبطا باكتمال إنجاز المشروع الشيوعي وقيام دكتاتورية
البروليتاريا، وأضحى تجسيمها عند «فوكو ياما» في أيام العولمة هذه مرتبطا
بسيادة النظام الليبرالي. والطرحان على تناقضهما ينتهيان إلى فكرة نهاية
التاريخ
Article de soufiane toubal
من هذه الوجهة فإنّ تحول السابع من نوفمبر هو في الأصل المنعطف التاريخي
الذي صحّح مسار البلاد ووضعها على درب إنجاز المشروع الديمقراطي. وكانت
العشريتان الماضيتان مرحلة حاسمة في هذا الاتجاه، وضعت خلالها الأسس
المتينة لهذا المشروع والتي تقوم على الترابط العضوي بين الحقوق السياسية
والمدنية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتستمدّ صلابتها
ونجاعتها من توفيقها بين كونية القيم التي تتقاسمها البشرية وبين خصوصيات
مناهج التطبيق المرتبطة بواقع كل مجتمع.
وتتمثل حكمة الرئيس زين
العابدين بن علي في إدراكه منذ البداية أن التحدي الذي يواجه مشروع
التغيير ليس بناء الديمقراطية كنظام جاهز ومكتمل أو ككساء صالح لكل زمان
ومكان
un prêt à porter démocratique.
يقول الرئيس زين العابدين بن علي: «إن الديمقراطية والتداول، في قناعتنا،
هما أيضا تنافس بين برامج وخيارات استراتيجية تستجيب لطموحات الشعب وليست
الديمقراطية بأي حال من الأحوال مجرد شعارات أو خطب تعبوية».
هنا جوهر
القضية: أن يختار التونسيون بين العمل واللغو الأجوف، بين السير بثبات على
أرض صلبة والرقص على الحبال. والحقيقة الساطعة أن التونسيين والتونسيات قد
حسموا المسألة وآلوا على أنفسهم المضي مع رئيسهم على درب غد أفضل وأكثر
إشراقا