RSS
email

الندوة الوطنية حول مفهوم الوطنية في تونس

تونس 29 ديسمبر 2009 (وات)

أشار الأمين العام لدى افتتاحه اليوم لأشغال الندوة الوطنية المنتظمة اليوم بدار التجمع بالعاصمة حول موضوع /في مفهوم الوطنية في تونس/ الثوابت والمتغيرات/ إلى ما تقتضيه مرحلة التحديات الكبرى الراهنة من روح وطنية كان الرئيس زين العابدين بن علي أعاد بلورة خصائصها في خطابه التاريخي بمناسبة أداء سيادته لليمين الدستورية أمام أعضاء مجلسي النواب والمستشارين وحدد أبعادها وما يرتبط بها في سياق النضال الوطني المتجدد باستمرار و الذي يستمد شرعيته من ثوابت المجتمع التونسي ويتفاعل مع ما تشهده المسيرة الوطنية من تغير ومع تطور العصر.

و أكد أن الرئيس بن علي وضع البلاد في مدار الثوابت الوطنية والوفاء لها مرسخا لدى كل الأجيال وخاصة الجديدة منها ما يستدعيه العمل الوطني الشامل والمتواصل من تطوير للأهداف و استنباط للمناهج الفضلى لتجسيمها موضحا أن الوطنية التي تبلورت بالكفاح وفي بناء دولة الاستقلال بقدر ما شكلت تتويجا لمسار يختزل الثوابت المتعلقة بالوطن من شعب وأرض ومصير ومصالح مشتركة وحافزا لاسترجاع الحرية والسيادة وصيانتهما ودعمهما فإنها اتخذت منذ التغيير المبارك أبعادا أخرى ترمي أساسا إلى دعم مناعة الشعب التونسي وتنمية حظوظ تألقه وامتيازه في مختلف الميادين والى إصلاح النظام السياسي و إرساء منظومة ديمقراطية وتعددية تدفع باتجاه تعزيز الثوابت الوطنية باعتبارها قواسم مشتركة بين كل الأجيال المتعاقبة على خدمة البلاد.

وأضاف الأمين العام بأن رئيس الدولة كان واضحا عندما حدد الوطنية بهذا المعنى ووثق ارتباطها بحماية الوطن والتضحية في سبيله و منع المساومة بالمصالح الوطنية والتشكيك في مكاسب البلاد بما يؤثر سلبيا على صورتها الناصعة و أفاقها الإستراتيجية الواعدة فضلا عن تأكيد الاستفادة من الفرص التي تتيحها السياقات العالمية دون المس من سيادة البلاد واستقلال قرارها الوطني.

ولدى حديثه عن معايير السلوك الوطني القويم لاحظ الأمين العام أن الخروج عن الصف الوطني من خلال سلوكات لا تلتزم بثوابت الوطن ولا تراعي إلا مصالح أصحابها الشخصية على حساب الطموح المشترك للشعب التونسي هو ظاهرة موجودة منذ فترة الكفاح الوطني حيث ظهرت فئة قليلة تتعامل مع الاستعمار وتحاول إلحاق الضرر بمسيرة التحرير الوطني ثم بمقومات الدولة المستقلة

وبين أن مبادرة التجمع الدستورى الديمقراطي بتنظيم مثل هذه الندوات حول موضوع الوطنية يحمل عديد المعاني التي تتطابق مع دور هذا الحزب الوطني العريق في صياغة الهوية الوطنية و حماية النمط المجتمعي الحداثي و إعلاء المسالة الوطنية خلال مختلف أطوار مسيرته وعبر ما يقوم به من أنشطة لترسيخ مقومات الوطنية و تجذير الوعي بها.

ولاحظ أن الوطنية في فكر الرئيس بن علي ليست ايديولوجيا قائمة على ثنائية التعصب والانغلاق بقدر ما هي اعتزاز بثوابت البلاد و انفتاح على الفضاء العالمي واستفادة من حركة التطور الإنساني.

ولدى حديثه عن دور التجمع في إرساء مفهوم الوطنية بين السيد محمد الغرياني أن هذا الدور الطلائعي للتجمع برز منذ قيادته للحركة الوطنية وحافظ على ديمومة تطويره للمفهوم العصري للنضال في تفاعل مع تحولات الظرفين الوطني والخارجي ومع خصوصيات كل الفئات والجهات موءكدا أن الانتشار الواسع لهذا الحزب العتيد و ما يحققه من نجاحات جماهيرية مطردة هو نتاج موضوعي لنشأته في التجربة الوطنية المعاصرة و إيمانه العميق بالقيم والثوابت التي تجمع بين كافة التونسيين والتونسيات وبالمصير الواحد الذي يتقاسمونه ونجاحه في بلورة نسيج مبادئه وخياراته انطلاقا من هذه التجربة المتميزة ومن تلاحمه الحقيقي مع الواقع التونسي و سعيه إلى صيانة ودعم و إثراء ما هو مشترك بين كل مكونات المجتمع التونسي.

وبعد أن أشار إلى ما يتضمنه البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة من محتوى وطني عميق أوضح أن نجاح البلاد في كسب رهانات معركة التحدي يقتضي من التونسيين والتونسيات مزيد التحلي وأكثر من أي وقت مضى بالروح الوطنية العالية التي بنيت على أساسها دولة التغيير و الإصلاح والرقي الاقتصادي و الاجتماعي والتنمية المعرفية والبشرية المطردة بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي.

و بين الأمين العام في هذا الصدد أن مواجهة التحديات ومغالبة الصعاب يتطلب الوعي بالصيغ والمقومات الحديثة للنضال والوطنية وفي مقدمتها الإخلاص في العمل والوفاء للوطن و احترام الهوية الوطنية والتسلح بما يعزز مقومات تطور البلاد من علم وجهود يقظة لحماية الاستقرار العام للبلاد واستكشاف الفرص الجديدة واستثمارها في خدمة الشعب

وأوضح أن جوهر نضال التجمع في هذه المرحلة يتمثل في تكريس استفادة كل التونسيين والتونسيات حيثما كانوا من نجاحات مشروع التغيير وثمار منواله التنموى الذي قاد الى تشكيل طبقة وسطى تفوق ال 80 بالمائة من مجموع تركيبة المجتمع التونسي وضمان التوازنات الكبرى لهذا المجتمع الصاعد.

وأضاف أن التجمع لا يحتكر الوعي والعمل الوطنيين بل يسعى الى المبادرة من منطلق رصيد تجربته الثرية في المجال ومن دوره التاريخي المتميز في نشر الوعي بخصائص وروح الوطنية السليمة وتجسيم أبعادها في النهوض بالبلاد على جميع الأصعدة وخدمة مصالحها الإستراتيجية في إطار متطور من الديمقراطية والتعددية.

و أكد ضرورة التصدي لمن يحاول المس من مسيرة التقدم بالبلاد في الاتجاه الصحيح و لمن يتخذ من شعارات الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان مداخل للتأثير على استقلال القرار الوطني وتشويه الهوية الوطنية والانصهار في ما تطرحه بعض الاطراف الاجنبية الهامشية التي تستغل العولمة للمس بالمميزات الحضارية للشعوب المتطلعة إلى الحياة الحرة والكريمة.

ومن جهته أبرز السيد رياض سعادة مدير مركز الدراسات والتكوين بالتجمع بالمناسبة الصلة الوثقى بين الوطنية ومفهوم الانتماء للوطن وما يفرزه من قيم المحبة والتضحية والبذل والعطاء لفائدة البلاد موءكدا أن الواقع الديمقراطي و التعددى في تونس يقوم على دعم التنافس السياسي الراقي والهادف الى خدمة الوطن عبر صياغة البرامج الكفيلة بدفع نموه وتطوره وليس على الافتراء ونشر الأكاذيب و الاستقواء بالأجنبي وتجاوز شروط الوطنية والقفز على مقوماتها.


Source


.


Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog