بقلم/ المربي علي بن محمد الهادي رجب
خلال شهر ديسمبر من إحدى سنوات التدريس المنقضية كلفت تلاميذي بإعداد بحث تمهيدي حول ثورة القبائل المندلعة سنة 1864 بقيادة علي بن غذاهم احتجاجا على قيام الباي بالترفيع في المجبى وتعميمه على سائر الرعية دون مراعاة لامكانيات المحتاج ولا عجز الضعيف. وكانت حصة الدرس مجالا متميزا لاستقراء التاريخ والاعتبار من أحداثه كما أراده العلامة ابن خلدون,فقد كان من بين القبائل الثائرة على الباي وسلطته العشوائية وتسلطه الغاشم على الرعية قبيلة (( أولاد بو غانم )).
واغتنمت المناسبة لترديد اسم القبيلة بنبرة متميزة سرعان ما تجاوب معها أحد المتعلمين فتساءل بالقول: -سيدي, أولاد بوغانم؟
أليست القرية التي زارها مفاجأة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بالطائرة مع الزواكرة والبرامة والتي اطلع على أوضاع متساكنيها وتألم لحالهم مما جعله يبادر بالاعلان عن مبادرته الرائدة بإحداث (( صندوق التضامن الوطني )) وما تبعه من انجازات ومكاسب جليلة لفائدة المستضعفين والمعوزين؟
و علت محياي ابتسامة الرضى حيث توصلت بمتعلمي الى المقارنة بين عهدين متناقضين. ففي حين تعرض القوم في ظل حكم البعض من أبناء حسين بن علي تركي إلى الجور والظلم والتسلط نجدهم في ظل ابن تونس البار ومنقذها من الانهيار زين العابدين بن علي القائد المغوار يصبحون نواة الخير للقضاء على مناطق الظل والحرمان بكامل البلاد, بل ويمتد الأثر الطيب والانعكاس الايجابي على العالم بأسره من خلال المصادقة الأممية على بعث الصندوق العالمي للتضامن
أقليس هذا وحده كافيا لنراهن على زين العابدين بن علي ونجدد له البيعة باجماع شعبي ووطني ليواصل بنا مسيرة البناء والنماء من أجل جمهورية الغد ونحن واثقون أنه الرائد في الإصلاح والضامن للفلاح