هل التقدم و الحداثة حكر على الغرب و ماليزيا و اليابان ؟؟
لماذا تقدموا و بقينا نحن نجتر في بعض الدولارات من السياحة الجماهيرية ؟ أنا لا اعتقد ان المشكلة هي مع الدين او الإسلام في سياق مجتمعنا التونسي ..
أنا شبه متأكد ان المشكلة مع رجال الدين و محاولتهم احتكار فهم النص المقدس ، ففي حين يبعث الإنسان مركبات فضائيه لكوكب بلوتو مازال عندنا في تونس سمعتها بوذني من يتصل بالشيخ محمد حسان في قناة الرحمه لكي تسأله هل زوجها آثم لانه يبول واقفا !!!
التقدم الاوروبي و من بعده الامريكي ليس وليد عصور الظلام القروسطيه في أوروبا بل هو بسبب التلاقح الحضاري اللي صار في الأندلس بين الحضارة العربيه الاسلاميه العظيمة و الافرنج و غيرهم من أمم أوروبا ..
و لم تبنى الحضاره الاسلامية من الصفر بل بسبب حركات الترجمة الكبيره اللي صارت في بغداد و دمشق ترجمة الارث اليوناني و الفرعوني اب الأديان التوحيديه و الهندي كذلك في حين بقيت السياقات الصينيه و اليابانيه بعيده نوع ما عن حركة الحضارة و تداولها في البحر الابيض المتوسط .
لم يشهد التاريخ تطهيرا عرقيا و إبادة جماعيه اكبر مما قام به . الإسبان مع اليهود و المسلمين في الاندلس بينما عاش الأقباط المسيحيون في مصر و الأرمن السوريوين في انسجام تام و بدون مشاكل في ظل الخلافة الامويه و العباسية .
لم يشهد التاريخ أمة أهينت و أذلت أكثر من اليابان التي خرجت من الحرب العالميه الثانية بملايين القتلى و إشعاع ناتج عن قنابل ذرية ..
لا أقول هذا خروجا عن الموضوع بل لتبيين وهم المركزية العربية الذي كتب عنه سي عبد الصمد الحميدي ردا على مقال الشروق " باحث مصري يؤكد بالأدلة ان اللغة العربية هي أصل كل اللغات"
. نحن اليوم في قرية كونيه اي انك تحتاج قبل آن تفكر في صنع ابرة او قلم رصاص ان تدرس مردودية الانتاج مقارنة بكل الشركات في العالم اجمع من نيو زيلندا الى الشيلي مرورا بالكنغو الديمقراطية ..
لا يجب ان نخاف من هذه العولمه و نتقوقع بل يجب ان نستغلها لصالحنا . ليس اخطر على امة من الأمم من خطاب الشعارات الجافة مثل خطاب حزب الله و غيرو ليس اخطر من عقلية انتظار هطول المطر و المصطلح للامانه للأستاذ تركي الحمد .
فنلندا تخلت عن جزء من أرضها للجيش الأحمر و نجحت المقاومة الفنلديه في منع احتلال الروس للعاصمة ، فماذا كانت النتيجة ، فنلندا اليوم دوله صغيره في المساحة كبيره بما قدمته للعالم من تكنولوجيا الهاتف الخلوي و شركة نوكيا الجبارة و الرائدة في مجالها .. الهند دولة نوويه و لا و لم تحاول استعمال النووي لاسترجاع كشمير ، الصين دولة نوويه و عضو قار في مجلس الأمن و لم تستعمل كل هذا لاسترجاع تايوان بالقوة ..
العمليات الانتحارية او الاستشهادية لكي لا اصدم البعض ليست اختراع عربي إسلامي بل اليابان هم أول من استعملها ضد العدو لكن بأوامر من القيادة و عندما قال الامبراطور انتهت الحرب و هزمنا أنهت هذه العمليات و لم يطلع فصيل مثل حماس يشق الوفاق الوطني الياباني لكي يقوم بعمليات انتحارية ضد القواعد العسكرية الامريكيه . و ماهي النتيجة : اليابان ثاني أقوى اقتصاد في العالم .
إن المعركة التي تحدثت عنها في تدوينة سابقة بين قوى التحديث و قوى الجذب إلى الوراء ليست معركة جديدة بل هي قديمة قدم هذه الأمة الإسلامية ..
انها معركة بين العقل و النقل ، بين الاتباع و الابداع .
ألم يذبح الحنابلة أنصار المعتزلة في شوارع دمشق ؟
الحنابلة دعاة إتباع و جمود على النص و المعتزلة دعاة اجتهاد و عقل و تأويل ..
إنها معركة بين ابن رشد و ابن حنبل ، فمن حرق كتب ابن رشد ؟ و من هذا عبد الوهاب الذي تريدوننا أن ناخد منه ديننا في القرن العشرين ؟ موش قلتلكم كل شي مربوط ببعضو ؟
من الذي حمى المعتزلة في بغداد ؟ انه الحاكم العادل المأمون .
المأمون و لولا المأمون هذا الحاكم الخليفه المستبد هل كانت لتكون فرصه للمعتزله كي يدفعوا بقاطرة التقدم و الحداثة في الحضارة الاسلاميه .
و بعد قرون و قرون احتدمت معركة بين نخبة مثلتها حركة الشباب التونسي 1907 و الطاهر الحداد و سياسيين أسسوا الحزب الحر الدستوري و بين قوى المجتمع المحافظ اللي كان باسم العادات و التقاليد يحكم على المرأة بان تخرج مرتين في حياتها من دار بوها لدار راجلها و من دار راجلها للقبر .
.. ليعلم اليساريون و غيرهم ان الدساترة كانوا و لا زالوا في موقع الريادة لدفع قاطرة الحداثة في المجتمع التونسي هذا تاريخ و لا ينكره إلا جاهل .