الإرهاب و الإرهاب الفكري
إرهاب تنظيم القاعدة قد يقتل شهيدا هنا أو شهيدا هناك ، أما الإرهاب الفكري فيقتل كل أمل للشعوب في التقدم و الحداثة ... و بالتالي هو لا يقل خطورة عن إرهاب تنظيم القاعدة .
لكن ما هو الإرهاب الفكري ؟
يمكن أن نعرف هذا المصطلح بأنه الأصولية أو إدّعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة المرتبطة بإيمان قوي يطغى على أي تفكير نقدي عقلاني . و الأمر ليس مرتبطا بالدين فهناك إيديولوجيات عديدة شرعنت للإرهاب و منها الاستبداد البعثي و الدكتاتورية الستالينيه الشيوعية التي تسببت في قتل أكثر من 3 مليون بشر بحشرهم في صحراء جليدية في سيبيريا حتى تساقطت أسنانهم من هول البرد .
شعارات غبية من قبيل لا للمتاجرة السياسية بما حدث و هي مجرد فراعه و مؤامرة , تقتل الشهيد البطل الطاهر العياري مرة ثانية و دمه الطاهر الزكي لم يجف بعد .
ذلك هو الإرهاب الفكري الذي يمنع الناس من التفكير بمنطقية و يجعل نظريات المؤامرة الغربية على الإسلام حقيقة وهميه تجعل المسلمين في عداء تام مع نتاج الحضارة الغربية من ديمقراطيه و علمانيه و حداثة .
هذا التفكير الأعوج يفتح الباب على مصراعيه أمام محترفي الكذب و التدجيل السياسي كي يمرروا نموذجهم الاجتماعي الطالباني و يفرضوه فرضا بالقوة على المجتمع فحفاظا على المشاعر الدينية للاغلبيه يقمعون الحريات الفردية للأقليات بسلاح أقوى من سلاح السجن او القتل ، هو سلاح الهرسله الكلامية و التهديد المتواصل ، هذا هو سلاح الإرهاب الفكري .
كيف يمكن أن ننعت أستاذه تدافع عن الفكر التكفيري باعتباره جزأ من الحريات و أن المتهم بريء لأنه يفكر فقط !!
http://www.facebook.com/video/video.php?v=135902856443676
للاطلاع على حيثيات قضية نور الحق اليكم تدوينة بيغ تراب بوي .
http://www.facebook.com/note.php?note_id=141584119187312
محاربة هذه الآفة حسب رأيي المتواضع تمر حتما بتجفيف منابع هذا الإرهاب الايديولوجية و العقائدية من فكر تكفيري سلفي نجس و كتب تروج لهذا الفكر الخطير و دعاة على أبواب جهنم يجولون اليوم في المساجد التونسية بحرية بعد 14 جانفي مستغلين شعارات الحرية لضرب الحرية في مقتل .
محاربة هذه الآفة تمر عبر إلتزام المفكرين التنويريين التونسيين بالنزول من برجهم العاجي و مقارعتهم الحجة بالحجة لإنقاذ ما يمكن انقاذه في عقول هذا الشباب المدمغج بأغاني راب تدعو لقتل النوري بوزيد بالكالاشنيكوف ،
نعم الإرهاب يبدأ هناك .
تجربتي الشخصية أو كيف شفيت من الأصولية
أنا شخصيا مررت بتجربة مريرة مع الحركات الإسلامية و القومجية و القاسم المشترك بينها هو ايديولوجيا الكره .
فاعتنقت الفكر القومجي اثناء الدراسه الجامعيه و حاول شخص تجنيدي للذهاب للعراق في 2003 إبان الحرب الأمريكية ..
. ثم جالست زمنا حلقات الدعوة و التبليغ و خبرت أدبيات هذه الحركات الاسلاميه التي تتدثر بالدعوة و التي بدأ راشد الغنوشي معها في باريس . ثم دخلت في حيط مع افلام البروبغندا السلفية الجهادية ..
ليقع إلقاء القبض عليا اثر وشاية و أتعرض لإرهاب امن الدولة زمن بن علي .
ثم دفعني الفضول لمحاولة فهم لماذا.. كي يتفتح ذهني على تأويلات جديدة للنصوص الدينية مع جمال البنا و غيره الدين كنت سابقا اعتبرهم فاسقين قد يزعزعون إيماني بديني الذي سينقذني من عذاب القبر و غيره من الخرافات .
خرجت من هذه التجارب الوجودية بالكثير من الألم و برغبة لاوعيه في الانتقام ممن دمر حياتي . .
يجب أن أشكر صديقي سفيان و غيره من الأصدقاء الذين ساعدوني في التخلص من هذه الايديولوجيه العفنة بنفس أساليب اعتناقي لها على الانترنت في البالتلك و اليوتوب قبل أن يقع حجبه ..
احكي لكم هذه القصة لكي تعرفوا أن من اعتنقوا الفكر السلفي الجهادي يمكن شفاءهم .