RSS
email

فرصة الدّولة الأخيرة لفرض هيبتها

أثارت أزمة إضراب الأساتذة الأخيرة الكثير من الحبر بين مساند للعمّال و مساند للحكومة ، و الحقيقة هي أنّ الأزمة الاخيرة ;كانت أيظا
 فرصة الدّولة الأخيرة لفرض هيبتها و القضاء نهائيّا على عقليّات الثّورة و الفوضى و تحدّي السلطة عبر خرق القانون بدون خوف من عقاب ، سياسه تواصلت مع الترويكا الفاشلة و أدّت بنا لهذا الوضع الكارثي ، من غلاء الأسعار و توقّف التنمية و تسرّب البضائع الفاسدة و استشراء للرشوه و الفساد
 لنبتعد قليلا عن اللّغة الخشبيّة و نحن على أبواب إعلان حكومة جديدة و لنحاول الحلم بحلّ جذري لكلّ هذه المشاكل 
أعتقد أنّ الحلّ أسهل مما يتصوّر الجميع يكفي ان ندرس تجارب تاريخيه ناجحة و مرّت بظروف اكثر تعقيدا من احداث 14 جانفي في تونس . طبعا يجب تحيين هذه التجارب التاريخيّة و تنزيلها في سياقها التاريخي . ابرز حدث تاريخي هو ما حدث للشعب الالماني اثر تخلصه من النازيه و خساره الحرب العالميه الثانيه
وقع تسوية العاصمه برلين بالارض و وقع تقسيم البلاد و استعمارها بين شرق و غرب . و استشهد 20 مليون الماني اي تقريبا ربع الشعب ، و بدون اطاله لنقارن ما حدث لالمانيا مع ما حدث في تونس ، لم نصل في بلدنا بعد احداث 14 جانفي لهذا المستوى من التخريب ، طيّب ، كم استغرق وقت اعادة وقوف المانيا شامخة على قدميها امام الأمم ، بدأت  المانيا تستعيد مجدها بعد 15 سنه بداية من 1960 . اما في تونس فلم نبدأ بعد في خطة شامله لانجاز ما انجزه الالمان فما الذي ينقصنا ؟
 اعتقد جازما اننا كشعب تونسي نفتقد شيئين : قيمة العمل و قيمة الانتماء للوطن

اما قيمة العمل فقد سارع هذا الشعب المسكين للاضرابات العشوائيّة و "الفصعات" التاريخيه من الادارات و التهجّم على المسؤولين تجمعيين و غير تجمعيين و طردهم و إهانتهم ثم المطالبه بالزيادات في الأجور و التشغيل العشوائي بدون انتاجيّة تارة بسبب العفو التشريعي العام و طورا لاسكات الاحتجاجات
الالمان لم يفعلوا هذا ، بين 1945 و 1960 انطلق الالمان للبناء بشكل عفوي و بدون انتظار الاوامر ، انطلقوا للعمل بجد و ساعات اضافيه بدون انتظار مقابل ، فبعضهم لم يتمتع بخيرات التنميه لانهم لم يعيشوا بعد 1960 ، لم يمضوا وقتهم في التظاهر و النقاش الأيديولوجي إن كانوا ألمانا او أوروبيين هههههه
 و الأهمّ من كلّ ذلك لم يستبطن الألمان الحقد على عدوّ الامس فلم نسمع عن عائلات شهداء الحرب الذين قتلهم الامريكان أو الفرنسيين يطالبون بعدم تطبيع العلاقات مع فرنسا او الولآيات المتّحدة ، عطات ألمانيا للذلّ كارو كما يقال في لهجتنا الدّارجة 
و امام غياب قيمة العمل و قيمة الانتماء للوطن سيتواصل نزيف رمي التّونسيين لانفسهم في البحر كي يهربوا من جحيم
الفقر و البطالة و سيتواصل مسلسل الصّفّ الطّويل أمام سفارات الدّول الغربيّه لاستجداء فيزا . سنتّجه مباشرة للهاوية

Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog