RSS
email

رابطة عقيده أم رابطة تراب



جريده المساء 21 جانفي 2015



إستعرت عنوان مقالي المستفزّ الجديد كلمات لزعيم إخواني مصري قال فيها «طز في مصر» لأتحدّث عن الشّهيد
يوهاف حطّاب التّونسي أبا عن جدّ منذ أن هاجر جدوده العاصمة الجزائرية منذ قرون.. 

فلنتّفق أوّلا، أننا، لحدّ اليوم وطبقا للقانون «النّظري» التّونسي، مواطنون في جمهوريّة مدنيّة. وبهذا المعنى يصبح الشّهيد تونسي أوّلا و لا تعنينا عقيدته حسب فصل كامل من فصول دستور 2014 و دستور 1959 ايظا .  وفي تونس، على حدّ علمي، لسنا في حالة حرب ضد الكيان الصهيوني! ولذلك يحقّ لعائلة الشّهيد أن تواكب مراسم دفن ذرّيتها في أيّ مكان من العالم ولو في فلسطين 

المحتلّة .  

من جهة أخرى، يجب أن نعترف ان الشّعب التونسي شديد الكره للصّهيونية لذلك شهد الفضاء الافتراضي منذ يومين تبادل لصور مجهولة المصدر نرى فيها الفقيد التّونسي يوهاف بزيّ جيش الاسرائيلي.. وبغضّ النظر عن صحّة الصّور من عدمها  لابدّ أن  نسأل سؤالين هامّين، هل الاعتداء على اليهود خارج إسرائيل أمر يخدم الحركة الصهيونيّة الارهابية أم لا؟ والجواب: نعم يخدمها وذلك 
للترويج أن أحسن مكان آمن  لليهود في العالم هو اسرائيل.. واذا كان الرّابط بين التّونسيّين المواطنة فقط وليس العقيدة،  فيحق لنا ان نسأل أيضا لماذا كانت الدّولة التونسية تسمح بهجرة  اليهود التونسيين في منتصف القرن العشرين، ليصبح عددها بضعة آلاف بعدما كانت قرابة الــ100 الف؟  

و 
السّؤال الأهمّ حسب رأيي هو هل  يمكن احترام دولة لا يثير فيها أي إشكال عندما يختفي 100 ألف مواطن من ترابها وطبقتها السّياسية التّعيسة لا تفعل شيئا؟ لذلك يجب حسب رأيي و لحلّ هذا الإشكال القائم إصدار قانون يقدّم إمتيازات لليهود لحثّهم للرّجوع لبلدانهم الأصليّة (روسيا وبولونيا وتونس والمغرب...) و يجب طبعا ان تكون أحسن من الامتيازات التي تقدمها الحركة الصهيونيه  ،إنّها أحسن خدمة يمكن ان نقدّمها للإنسانيّة جمعاء وللقضيّة الفلسطينيّة بوجه الخصوص. أنتظر طبعا أن يتّهموني بالتطبيع والموالاة للصهيونية من قبل هؤلاء الذين يرفعون شعارات 

العروبة الكاذبة. 
 كفانا نفاقا إذن  ! 

لقد قالها القذافي: حاربوا إسرائيل او أدخلوها في الجامعة العربيّة.. لنعتبر اليهود التونسيين الإسرائيليّين مواطنين كاملي الحقوق  أو نعتبرهم مجرمين مشاركين في تنظيم إرهابي دولي خارج وطنهم، وبالتّالي لا يسقط قانون الارهاب أمامهم، ولنفتح النّقاش بشفافيّة وعلنيّة..  كفانا شعارات رنّانة على شاكلة نحن لسنا ضدّ اليهود لكن ضد اسرائيل. إنّ الوضع الحالي ضحك على الذقون ، جاهز للانفجار في اي لحظه في وجه الطبقه السياسيه المنافقه ان هي واصلت الامساك بالعصا من الوسط دون تحديد موقف واضح . و للتذكير فقط لم و لن يتوقف التجاذب حول هذا الموضوع و مسألة زيارة كربول و السياح الاسرائيليين اللذين اكتشفنا فجأة أنهم كانوا يدخلون خلسه ، ليست سوى نواقيس لاكتشاف حقائق أكبر .

Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog