RSS
email

احميده الجربي يشتكي المترشّح الصّافي سعيد

 

https://kapitalis.com/anbaa-tounes/2024/04/24/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AD-%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%83%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D8%A9%D8%8C-%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%B4/









 تصنيف اليونسكو كموقع تراث عالمي لا يمنح تلقائيًا منطقة ما وضع "المحايدة الدولية" بالمعنى السياسي أو القانوني. مع ذلك، يمكن لهذا التصنيف أن يخلق ديناميكية تؤدي إلى حماية خاصة، وقد تكون أحيانًا شكلًا من أشكال "الحياد الواقعي".

لنلقي نظرة على العلاقة بين التصنيف والحماية الدولية:

  1. ما يمنحه تصنيف اليونسكو (حسب اتفاقية 1972):

    • اعتراف بالقيمة العالمية الاستثنائية: تقدير دولي رسمي بأن التراث الثقافي أو الطبيعي للمكان له أهمية للإنسانية جمعاء.

    • التزام بالحماية: تلتزم الدولة (تونس في هذه الحالة) بحماية وصيانة وإدارة الموقع لضمان استدامته للأجيال القادمة.

    • دعم تقني ومالي محتمل: يمكن طلب المساعدة من صندوق التراث العالمي في حالات الطوارئ أو لمشاريع الصيانة الكبرى.

    • حماية رمزية وقانونية أخلاقية: أي تهديد كبير للموقع (مثل حرب، أو مشاريع تنموية ضارة) يجعله يحظى باهتمام إعلامي ودبلوماسي دولي مكثف. يمكن لليونسكو إدراجه في قائمة "التراث العالمي المعرض للخطر".

  2. ما لا يمنحه تصنيف اليونسكو (من الناحية القانونية):

    • سيادة أو حكم ذاتي: تظل جربة جزءًا كاملًا من دولة تونس. السيادة تونسية.

    • حياد سياسي أو عسكري: لا يصبح الموقع "منطقة منزوعة السلاح" أو محمية دولية (مثل مقر الأمم المتحدة أو بعض المستشفيات في النزاعات). لا تملك اليونسكو قوات أو سلطة لفرض ذلك.

    • حصانة من النزاعات: إذا اندلع نزاع مسلح في تونس، فإن تصنيف اليونسكو يخلق التزامات إضافية على الأطراف المتقاتلة بموجب القانون الدولي الإنساني (خاصة بروتوكولات اتفاقية لاهاي 1954) لحماية الممتلكات الثقافية، ولكنه لا يمنع القتال فيها أو حولها بالضرورة.

  3. السيناريوهات المحتملة لجربة كمحمية تراثية:

    • حماية "واقعية" مرتفعة: النموذج الأقرب هو مدينة البندقية أو الدير الأزرق في مصر. التصنيف يعطيها وزنًا دبلوماسيًا هائلاً. أي تهديد عسكري أو بيئي سيثير رد فعل دوليًا كبيرًا، مما قد يردع الأطراف عن التسبب بأضرار.

    • حماية رمزية وقانونية في زمن النزاع: في حالة حدوث نزاع مسلح داخلي أو إقليمي، يمكن لتونس أو المجتمع الدولي الدفع لتطبيق "العلامة الزرقاء" (الدرع الأزرق) المقررة لحماية الممتلكات الثقافية بموجب اتفاقية لاهاي. وجود اليونسكو يجعل هذا المطلب أكثر قوة.

    • استقلالية إدارية أكبر للحفاظ على التراث: قد تؤدي إدارة الموقع كتراث عالمي إلى إنشاء هيئة إدارة خاصة (مثل "مؤسسة التراث العالمي لجربة") تكون مسؤولة عن التخطيط الحضري والسياحة، مما يعزز درجة من الحكم الذاتي الإداري والثقافي، وليس السياسي.

الخلاصة:

تصنيف جربة كتراث عالمي من اليونسكو لا يحولها إلى منطقة محايدة دولياً (كيان سياسي منفصل)، لكنه يرفعها إلى مصاف "كنز إنساني مشترك". هذا الوضع يوفر لها:

  • درعًا وقائيًا قانونياً وأخلاقياً قوياً.

  • حماية مكثفة من التدمير المتعمد أو الإهمال في أوقات السلم أو النزاع.

  • مراقبة دولية مستمرة على أوضاعها.

  • مكانة تجعل من أي عدوان عليها أمرًا مكلفًا للغاية من حيث السمعة والعلاقات الدولية 

بشكل قاطع ومباشر: لا يمكن لجزيرة جربة أن تصبح "منطقة محايدة دولياً" أو تخرج عن السيادة التونسية لمجرد تصنيفها من قبل اليونسكو.

هناك خلط شائع بين "الحماية الثقافية الدولية" وبين "السيادة السياسية"، وإليك توضيح الحقائق القانونية والواقعية لهذا الموضوع: 1. تصنيف اليونسكو لا يمس السيادة الوطنية اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، التي وقعت عليها تونس، تنص بوضوح في مادتها السادسة على أن الدول التي توجد على أراضيها هذه المواقع تحتفظ بسيادتها الكاملة عليها. الدور الدولي: يقتصر دور اليونسكو على تقديم الدعم الفني، والمساعدة في الترميم، والترويج السياحي، وضمان عدم تغيير المعالم التاريخية. الإدارة المحلية: جزيرة جربة تدار بالكامل من قبل السلطات التونسية (البلديات، الولاية، والوزارات)، وتطبق عليها القوانين التونسية والشرطة التونسية والجيش التونسي. 2. مفهوم "المنطقة المحايدة" "المناطق المحايدة" هي وضعيات سياسية نادرة جداً في القانون الدولي، وتحدث عادةً نتيجة حروب أو اتفاقيات تقسيم دولية (مثل القطب الجنوبي أو قديماً "المنطقة المحايدة" بين السعودية والعراق). لا توجد أي سابقة تاريخية تحول فيها موقع تراث عالمي إلى "منطقة محايدة" أو دولة مستقلة بسبب تصنيفه في اليونسكو. 3. لماذا أُدرجت جربة في اليونسكو؟ تم إدراج جربة في سبتمبر 2023 تحت عنوان "جربة: شاهد على نمط تعمير في مجال جزيري"، وذلك تقديراً لـ: طريقة تأقلم الإنسان مع ندرة المياه (الفسقيات).
التعايش الديني الفريد (المساجد، الكنائس، والكنس اليهودية). لا يمكن لجزيرة جربة أن تصبح "منطقة محايدة دولياً" أو تخرج عن السيادة التونسية لمجرد تصنيفها من قبل اليونسكو.

دعني ألخص نقاطك البارزة، التي تشكل الإجابة الشاملة والنهائية:

  1. السيادة تبقى تونسية بشكل كامل ومطلق: اتفاقية التراث العالمي لعام 1972 تحفظ صراحة سيادة الدولة المضيفة (تونس) على أراضيها. اليونسكو ليست حكومة عالمية.

  2. الخلط بين الحماية الثقافية والسيادة السياسية: هذا هو جوهر الإشكال. اليونسكو تقدم حماية ثقافية ورمزية للموقع، وليس سيادة سياسية أو عسكرية. إنه درع ثقافي، وليس حدوداً سياسية جديدة.

  3. لا سابقة تاريخية: لم يحدث أبداً أن تحول موقع تراث عالمي إلى كيان سياسي محايد أو مستقل. الأمثلة التي تذكرها (مثل القطب الجنوبي) نتجت عن معاهدات سياسية دولية كبرى، وليس عن تصنيف منظمة ثقافية.

  4. هدف التصنيف هو تعزيز الانتماء الوطني والتنمية: كما أوضحت، إدراج جربة هو اعتراف بقيمة النموذج الحضاري التونسي الفريد في التعمير والتعايش. الهدف هو الحفاظ على هذا الإراث وترويجه كجزء من هوية تونس، وليس اقتطاعه عنها.






Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog