RSS
email

ستّة عشر سنة من تجربة التّدوين نحو مزيد القصص و السّينما

 




    •  (16 سنة) من  التدوين

    •   يعتمد على الكلمات بشكل أساسي، حيث يتم بناء العالم كله في ذهن القارئ عبر النص. هذا يمنح الكاتب سيطرة كاملة على نبرة وصوت النص. تتطلب تحويل هذه الأفكار المكتوبة إلى صور مرئية، وحركة، وصوت. هذا يتطلب مهارات جديدة في البناء الدرامي وتصميم المشهد.



  1. التركيز على السرد (الرحلة الهيكلية):

    • التدوين: قد يكون أكثر عشوائية، أو يركز على مقالات رأي وتحليلات.

    • القصة والسّينما: تتطلب إتقان فن الحكاية (Storytelling)؛ أي وجود بطل، وصراع، ونقطة تحول، وحل. الخبرة الطويلة في التدوين تمنح الكاتب ثراءً في الأفكار والأصوات لتغذية هذه السرديات.

  2. العامل الزمني (القيمة المُضافة):

    • بعد 16 عاماً، يمتلك المدون مخزوناً هائلاً من التجارب والأفكار والآراء التي يمكن أن تكون أساساً لسيناريوهات أو قصص عميقة وناضجة. هذا هو رأس المال الإبداعي الذي لا يُشترى.


 

1. تحويل المدونات إلى قصص قصيرة: ابدأ بأكثر تدويناتك نجاحاً أو عمقاً وحوّلها إلى قصص قصيرة متماسكة ذات شخصيات واضحة وحبكة.

2. دراسة السيناريو: لا تعتمد على السرد التدويني المباشر. ادرس أسس كتابة السيناريو (Screenwriting)، وركز على الحوار الفعال، وقاعدة "أرِنا ولا تخبرنا" (Show, Don't Tell).

3. التركيز على "البصريات": عند كتابة أي مشهد، اسأل نفسك: "ماذا أرى؟ ماذا أسمع؟" لتدريب عينك على التفكير كـ "مخرج" وليس كـ "مدون".



 التحدي الجوهري للانتقال من الكتابة النثرية (التدوين/الرواية) إلى الكتابة للوسائط المرئية (السيناريو/المسرح) !!

أنت تصف هنا الرحلة من  فن الحكي  

(Telling) 

إلى  فن الإظهار  

(Showing).

دعنا نفكك هذه الملاحظة العميقة التي طرحتها، ونستكشف ما يعنيه هذا التحول بالنسبة لكاتب متمرس مثلك:

 . التحول من "العالم الذهني" إلى  العالم المادي"

  • في التدوين (كما ذكرت): العلاقة حميمية ومباشرة بينك وبين عقل القارئ. يمكنك كتابة: "شعر أحمد بحزن عميق يمزق أحشاءه". القارئ سيتخيل هذا الألم بناءً على تجاربه الخاصة. أنت المتحكم المطلق في المشاعر.

  • في الوسائط المرئية: لا يمكنك تصوير "حزن يمزق الأحشاء" مباشرة. الكاميرا لا ترى الأفكار. هنا يأتي التحدي: كيف تترجم هذا السطر إلى صورة وصوت وحركة؟

    • هل تجعله يجلس في غرفة مظلمة وينظر إلى صورة قديمة؟ (حركة + تصميم مشهد)

    • هل تجعله يصرخ في وجه شخص بريء؟ (حركة + دراما)

    • هل تستخدم موسيقى كئيبة وصوت مطر في الخلفية؟ (صوت)

    • هنا، أنت لا تصف الشعور، بل تخلق الظروف التي تجعل المشاهد يستنتج الشعور.

 . مسألة "السيطرة" على النبرة والصوت

  • هذه نقطة جوهرية. في مدونتك، أنت المخرج، والمصور، والممثل، والمونتير. لا يوجد وسيط بينك وبين جمهورك سوى النص.

  • في الكتابة المرئية (السيناريو تحديداً)، النص هو مجرد "مخطط أولي" (Blueprint)

  • . سيأتي المخرج ليضيف رؤيته، والممثل ليضيف تفسيره للشخصية، ومدير التصوير ليضيف إضاءته.

  • المهارة الجديدة المطلوبة هنا: هي كتابة نص قوي وواضح درامياً لدرجة أنه يفرض "نبرته" على فريق العمل، لكنه في نفس الوقت يترك مساحة إبداعية لهم. عليك أن تتعلم كيف "توجه" المخرج والممثل من خلال وصف الفعل والحوار دون أن تكتب تعليمات إخراجية مباشرة.

3. الأدوات الجديدة: البناء الدرامي وتصميم المشهد

لقد وضعت يدك على الجرح تماماً. خبرتك الـ 16 عاماً ستفيدك جداً في عمق الأفكار والحوارات، ولكنك ستحتاج لتعلم "لغة" جديدة:

  • البناء الدرامي (Dramatic Structure):

    • التدوين قد يكون تأملياً، دائرياً، أو يسير بتيار الوعي.

    • الكتابة المرئية غالباً ما تتطلب هيكلاً صارماً: بداية، وسط، نهاية. صراع واضح. تصاعد في الأحداث. كل مشهد يجب أن يخدم الهدف النهائي للقصة ويحركها للأمام. لا مجال للـ "ثرثرة" البصرية.

  • تصميم المشهد (Scene Design) / الكتابة البصرية:

    • بدلاً من استخدام الاستعارات اللغوية البديعة التي تبرع فيها كمدون، ستحتاج لتعلم "الاستعارات البصرية".

    • كيف تستخدم مكان المشهد ليعكس الحالة النفسية للشخصية؟ كيف تستخدم غرضاً مادياً (كوب مكسور مثلاً) ليرمز لعلاقة منتهية دون أن تنطق بكلمة؟


Bookmark and Share
blog comments powered by Disqus
 

زوار المدونة

free counters

Map

Taoufik Gharbi

Taoufik Gharbi
w

عبر بكل حرية :


ShoutMix chat widget

Vous souhaitez que

Vous visitez mon Blog