مقتطف من رسالة رئيس الجمهورية إلى السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية
السيدة عزيزة حتيرة
…
لقد كانت تونس سباقة في وعيها المبكر بقضية المرأة بفضل ما ظهر فيها من حركات إصلاحية رائدة أكسبت بلادنا رصيدا فكريا واجتماعيا أصيلا يجمع بين التحرير والتنوير والتطوير والتحديث والتسامح والاعتدال ويزداد غزارة وعمقا بتوالي العهود وتنوع المراحل.
وكنا بادرنا منذ الأيام الأولى من التغيير بوضع منظومة متكاملة من التشريعات الاجتماعية التي تناولت تكريس حقوق الإنسان في أوسع معانيها و أنبل غاياتها ولاسيما منها ما تعلق بالأسرة والمرأة والطفولة إضافة إلى المبادرات والإجراءات التي اتخذناها في المجال وشملنا بها الدستور ومجلة الأحوال الشخصية ومجلة الشغل وقانون الجنسية والمجلة الجزائية وذلك من أجل حفظ كرامة الرجل والمرأة على حد سواء و تكريس مفهوم المساواة و الشراكة بينهما في الأسرة والمجتمع.
فلا عجب إذا استكملت المرأة التونسية في زمن قياسي حقوقها واقتحمت ميادين الفعل وإثبات الذات في مختلف أوجه النشاط والنضال وفي شتى مواقع المسؤولية والقرار حتى أنها أصبحت اليوم رمز الحيوية والحداثة في مجتمعنا وحصنا حصينا ضد تيارات الرجعية والتطرف.
وإذ يحق للمرأة التونسية أن تفتخر في هذا اليوم العالمي للمرأة بما تحقق لها من مكاسب و إنجازات وبما تمارسه من أدوار ومسؤوليات في الأسرة والمدرسة والكلية والإدارة ومؤسسات الإنتاج والمال والأعمال وفي مجالات الإبداع الفكري والثقافي والفني والرياضي وفي المؤسسات الدستورية ومكونات المجتمع المدني عامة، فإنه يحق للشعب التونسي أيضا أن يعتز بما يسود مختلف أفراده وفئاته وأجياله من تماسك وتوازن وتكامل، تعتبر أنفس الفضائل التي يملكها في رصيده الاجتماعي والسياسي الذي يتميز به في محيطه الجغرافي القريب والبعيد.
و كل عام و المرأة التونسية بخير
وكل عام وتونس بخير