بعد أن قرأت مقال السيد خميس الخياطي أمس عن أغنية الراب الحرب النفسية ..تساءلت بيني و بين نفسي .
لماذا ؟
لماذا وصلنا لهذه النتيجة ؟
كنت تحدثت في تدوينة سابقه عن منهجين في التفكير الإسلامي ،
منهج الإتباع و الجمود على النص
و
منهج الإبداع و الاجتهاد و التأويل ،
و هناك من قال لي تحت التدوينة هاذيكا
من أنت لكي تتكلم في الدين ، هل لديك شهادة علميه ؟
يجب أن اعترف أني لا املك أي نوع من الشهادات لكن اسأل بالمقابل لماذا لم تسألوا عمر خالد وهو الذي درس علم الاقتصاد و لم يتخرج من الأزهر ، و هل تخرج مالك و الشافعي من اكسفورد آم من الزيتونة ؟
إن ما كان يقضيه القدامى في البحث عن حديث نبوي من سنوات استطيع الوصول إليه أنا اليوم بكلمة مفتاحيه في محرك البحث قوقل في ثواني.
و أنا عبر مقالي هذا لا احكم و لا أفتي بل اسأل و أرجو من المختصين الإجابة .
و كما يقول صديقي المصري عماد في مدونته :
ليس في الإسلام كهنوت، و ليس فيه أسرار و رموز و طلاسم » مثل المسيحية » .
القرآن الكريم كتاب مفتوح ضمن الله تعالى حفظه إلى قيام الساعة.
وهو كتاب ميسر للذكر والفهم والتعلم.
و المثقفون المسلمون. إذا قرؤوا القرآن بقلب مفتوح دون أن يجعلوا بينهم وبينه حاجزا أو حائلا من كتب التراث والتفاسير والأحاديث فسيكتشفون أن أعدى أعداء الإسلام هم أولئك الشيوخ المحترفون المتكسبون بالدين ، و لاكتشفوا أنهم الأقرب إلى جوهر الإسلام…
……
كيف يمكن أن يفكر مسلم في تونس أن السينما حرام و مخطط ماسوني صهيوني يدخل في إطار الحرب النفسية على ديننا و هويتنا و حضارتنا الاسلاميه ..
من الذي نجح في زرع هذه الأفكار الغبية في عقول شباب في عمر الزهور ؟
كم أثلج صدري قرار الأمس بجعل سنة 2010 سنة السينما في تونس .. و كم يحز في نفسي أني لم اعد أجرؤ على قول شكرا لصاحب هذا القرار لكي لا يتهمني بقية المدونين بالتملق و التسلق و يكتب عني تيتوف في جريدة الموقف و تكتب آمنة في تونس هبدو ..
هل من المنطقي أن نقطع يد السارق في 2010 في تونس ؟ و الله تعالى يقول :" ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءاً بما كسبا نكالاً من الله ) [المائدة: 38]
هل من المعقول آن نعود لنظام تعدد الزوجات اذ يقول الله تعالى :' الآية الثالثة من سورة النساء: { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا }
هل من المنطقي ان نسمح في تونس في 2010 للزوج بضرب زوجته لان الله تعالى يقول :" وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"
إن كل من يروج لما سبق من اللامعقولات و اللامنطقيات ، سطحي و جامد و متخلف عن ركب الحضارة ... و كله عزيزي القارئ يدخل في إطار الجمود و الإتباع.
أعود لما قيل نقطة نقطة أود أن اطرح جملة من التساؤلات.. مطبقا منهج الإبداع و الاجتهاد و التأويل
1/ قول اللئيم في قواعد ضرب الحريم
عندما تضع فعل ضرب+القرآن الكريم في قوقل ستجد أن هذا الفعل وقع استعماله في هذه الآيات ..
*
إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً )(البقرة: من الآية26)
معناه الله يعطينا مثلا
*
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:73)
و هذه الآية مهمة فحتما هي لا تعني تعنيف الجثة بل فقط لمسها و دائما نفس الفعل ضرب *
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (الكهف:11)
تعطيل حاسة السمع
*
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ)(البقرة: من الآية60)
هذه ايظا مهمه فضرب الارض لا يعني ان تعنف الارض بل فقط تحرك التربه قليلا
*
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ )(البقرة: من الآية61)
قضى الله عليهم بالذلة و المسكنة
*
لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ )(البقرة: من الآية273)
غير قادرين على العمل و الانتاج .
لذلك اتساءل !
لماذا هذا الاحتكار في فهم الدين و لماذا الهجوم على من يريد أن يفهم بطريقه مختلفة.؟
و الدليل هنا في لسان العرب
( ضرب ) الضرب معروف وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً دَقَّه وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً طَبَعَه وضَرَبَت العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً لَدَغَتْ وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً نَبَضَ وخَفَقَ وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْقُ ضَرَباناً إِذا آلَمَهُ والضَّارِبُ المُتَحَرِّك والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً [ ص 544 ] وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ تَحَرَّكَ وماجَ
يقال ضَرَبَ في الأَرض إِذا سار فيها مسافراً وفي المال من المُضارَبة وهي القِراضُ وضَرَبَت الطيرُ ذَهَبَتْ والضَّرْب الإِسراع في السَّير وفي الحديث لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجدَ وجاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع وضَرَبَ على يَدِه أَمْسَكَ وضَرَبَ على يَدِه كَفَّهُ عن الشيءِ
فلماذا و مع تعدد معاني هذا الفعل في لسان العرب و في استعمال في القرآن يريد البعض أن نكتفي بتفسير هذه الآيات بما قاله ابن كثير و القرطبي ؟؟
و القول أن الضرب يعني العنف الجسدي على أجساد النساء في حين يمنع النساء من تعنيف الرجال.
و الدليل كذلك وجود آيات اخرى صريحة مناقضة لتفسير الكتب الصفراء وهي :
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(النساء: من الآية19)
)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)
)وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )(البقرة: من الآية228)
)أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ )(الطلاق: من الآية6)
……..
سأكتفي بهذه الأسئلة و الملاحظات و لن أتطرق لحد السرقة و موضوع تعدد الزوجات لضيق الوقت و ضيق مجال التدوين أيظا . ممكن اخصص لهما تدوينات قادمة بإذن الله .
.
Articles
